لا أريده .. (( مو أصيل !! ))

فوجئت بكلمات أطلقتها صديقتي فكانت كالسهام في قلبي...

اتصال طالما انتظرته..أسبوع يمر وأنا متعجبة من عدم اتصالها وكعادتي عندما يكون لدي هاتف جديد لا أحبذ أن أراه أمامي و لا أدري لماذا..؟

ودائما ما أفتح صندوق الوارد وأتفقد المكالمات التي لم أرد عليها غالبا ما تكون هذه المكالمات من داخل البيت ولكن ما أسعدني هو وجود اسمها من بين المتصلين ولم أتردد في الضغط على زر الاتصال لشوقي لحديثها الذي دائما ما يحتوي كثير من الحكمة..

تبادلنا أطراف الحديث فقالت نعم أريده هل تتصورين لأول مرة أشعر بهذا الشعور،أحسست براحة نفسية تجاهه أعتقد سوف أصبح عصفورته المدللة..هديل هذا ما كنت أريده ولا أعتقد أننا سنكون في قفص ذهبي بل في قصر ذهبي..

فرحت كثيرا لما سمعت و كيف لا وهي صديقتي التي أتمنى أن يجمعني الله بها في الآخرة كما جمعنا في هذه الدنيا ..

مر أسبوع ليأتيني اتصالها فتوقعت أن تخبرني بعقد قرانها فأسرعت في الإجابة على الهاتف فأخبرتني بأنها انفصلت عن خطيبها لأنه بعد السؤال عنه اتضح أنه لا يتفق معها في الأصل فهي من أسرة كريمة لا تقبل إلا بأسرة تنتمي إلى أصول عريقة..

صعقت و تفاجأت لأني شعرت بأنها تريده فهو رجل بمعنى الكلمة كما شهد له الكثير وهو على قدر من الأخلاق التي تشفع له..

وعندما قلت لها بأن الإنسان يولد بأشياء لم يكن له دخل فيها, فمن يولد فلم يكن قد اختار اسمه أو أصله , أما اسمه الأول فقد يستطيع أن يغيره ,ولكن لا تحكمي على رجولته وإخلاصه وحبه من أصله الذي لم يستطع و لو حرص على أن ينسلخ منه ,فإن انتساب الرجل لدين الإسلام لهو الشرف الحق ..

فالدين يتجلى ليطغى على اللون والعرق والأصل..

عن أبي بن كعب قال انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام ،فقال أحدهما :أنا فلان بن فلان حتى عدّ تسعة،فمن أنت لا أمّ لك؟ قال:أنا فلان بن فلان،ابن الإسلام،قال:فأوحى الله إلى موسى عليه السلام:((إن هذين المنتسبين،أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار،فأنت عاشرهم،وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة،فأنت ثالثهما في الجنة))  صحيح أخرجه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه.من كتاب((صحيح الأحاديث القدسية لعصام الدين الصبابطي))