جسدي يحمل روحها , و أعتقد أنها تحمل روحي..و روحي و روحها كوّنوا جسد الحب الذي نعيش..
حياتي تعنيها و حياتها تحييني .. أتذكر أننا نتقاسم الفراش فأنهرها إن خالطت أنفاسها أنفاسي تستجيب , فأجد ظهري يعانق ظهرها..
نجيد التمثيل فنقوم فورا بتصوير مسلسلاتنا ..
أتذكر عندما قمنا بالتمثيل في المطبخ و كان دوري الأم الفقيرة التي لا تجد قوت يومها , وهي ابنتي فنقوم بالتمثيل من دون اخراج أو وجود نص ..
منذ الصغر و عقولنا تكبرنا فلا نستمتع بمشاهدة أفلام الكرتون .. بل دائما ما نراقب شركاتنا الوهمية التي أسّست في البيت ,أما الطاولة عبارة عن وسادة و الكرسي هو افتراشنا للأرض..
لا أتذكر إلا اسم شركتها (( المواد التشريعية القلوبية)) اسم اخترعته لشركتها ..
نستمتع بأوراق بيضاء نضعها في ملفات تشبه ملفات الوزارات..
أستمتع بوجودها .. ففي كل يوم نقضيه معا لا بد من أن نرسّخ مبدأ.. فلا أنسى المبادئ التي تفردنا بوضعها و نحن صغار لنجدها مواد في دستور حياتنا .. و يتسم دستورنا بالجمود الذي لا يقبل التعديل ..
ومن أهم مواد الدستور رغم صغر السن..
ومن أهم مواد الدستور رغم صغر السن..
المادة 1:غض البصر
المادة2:عند مشاهد التلفاز فنلتزم بعدم مشاهدة الآتي:
أ_ أي مشهد رومانسي..
ب_امرأة مرتدية لباس قصير(( طبعا تعذبنا من هذه المادة ))
ج_برامج هابطة (( ستار أكاديمي _ملكات جمال ))
المادة 3:القناعة , سبحان الله و نحن صغار لم نؤذي والديْنا ..نريد و لكن نكتم ما نريد لنراه أمام أيدينا بفضل الله و منته..
المادة 4:قراءة القرآن .. و لن أنسى أنني في كل يوم جمعة أقرأ سورة الكهف بصوتٍ عال فأجدها تردّد معي الآيات .. لأنني صغيرة ولأنني لم أجيد القراءة فأخطائي فادحة لا تتصّور ..منها بسم الله الرحمن الرحيم ((الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاس))..أنطق السين الموجودة فوق الحرف..عفا الله عما سلف..
أجمل الأيام قضيتها معها..كنا جسم لا يقبل الانقسام..نكتب الخواطر فأجدها تفوقني بالأسلوب حتى جعلْتُها قدوتي الصغيرة ..لا أحب مفارقتها , في كل يوم نجلس لنشرب الحليب الذي لن نستطيع العيش بدونه و نلقي بالهموم خارج جدار قلوبنا حتى نسعد بتلك الدقائق..
و دخولي الجامعة قد فصلني عنها و لكن سرعان ما التحقت بنفس تخصصي..هناك محاضرات أخجل من أن أذهب إليها فهي قرب مبنى الشباب فأجدها معي تسهّل عليّ عملية الدخول ,
تشاركني في كل شيء ليس إلا لأنها نصفي..
كنا معا كالجسد الواحد.. و أذكر أننا مرضنا و لم نغادر الفراش ..و تعاهدنا أن لو غادرت إحدانا الفراش فهي ملزمة بأن تأتي بكأس ماء للأخرى..
تمر الأيام و تمضي
حتى أتى ذلك اليوم الذي أراه أسعد أيام حياتي فخاتم الحب عانق اصبعها ..
مر عليّ شريط حياتي و أنا أتأمل أناملها التي أتذكر أنني كدت أن أقطعها عندما كنا صغارا ..لا أدري من كنا ننتظر و لكن خرجْت و أغلقْت الباب بقوة لأسمع أنينها ..سامحيني لا أعلم بوجود يدك ..
في يوم زفافها قد بكت عيني لشوقي لها قبل رحيلها..حتى أنّ مساحيق التجميل قد سالت مع مجرى دموعي ..لتسألني من وضعت لي تلك المساحيق عن سبب دموعي؟؟
جميلة بمقدار جمال البدر , لا أدري هل ولدت من تفوقها الجمال ؟؟
في كل خطوة أراها أجمل من سابقتها ..
لا أستطيع وصفها لأنها فاقت أي وصف ..
أشتاق إليها و هي بقربي , فكيف بي الآن.. فقد زاد كربي..
شكرا قدوتي الصغيرة..
أريد أن أكون بقلبك , و أن نكون معا إلى الأبد..
قد تتفارق الأجساد , و لكن تبقى القلوب الوفيّة جسر للمحبة الصادقة..
أختي الغالية أحبكِ بمقدار أحلامي التي تسكنيها..
سمائي تحمل قمرك , و أرضي تشتاق لحرثك..
كوني على ثقة أنّ الجمال و الحياء عوالم تسكن في جوف أيامك..
همسة في أذنها : لم أذهب لمحاضرتي بالأمس لأنكِ لستِ حاضرة..
هدية اليوم كانت جميلة .. سوسي أنتي هديتي قبل 18 سنة..